مع اقتراب اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان في 09 ديسمبر/كانون الأول 2024، يطلب مركز الخليج لحقوق الإنسان من المؤازرين مشاهدة تسجيل المعرض البديل الثالث لحقوق الإنسان، الذي أقيم عبر الإنترنت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدعم ٍمن أكثر من عشرين شريكاً، وتعزيز دعواتنا للإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان المضطهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال عرض الأعمال الإبداعية للمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان والنشطاء المحتجزين، وكذلك الفنانين والشعراء والكتاب والموسيقيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع إيلاء اهتمام خاص إلى حقوق الإنسان.
كان هناك قدر كبير من التضامن بين المشاركين، الذين تعرض بعضهم للسجن أو الاضطهاد، أو لديهم أقارب في السجن في البحرين، مصر، إيران، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومع الشعب الفلسطيني واللبناني.
افتتحت الفعالية بموسيقى الطبلة النسائية العربية والفرقة الصوتية طبيبة متعددة الأجيال، تتكون من فنانات موسيقى عالمية مقيمات في كندا من فلسطين وسوريا ومصر والعراق. قدمت فرقة طبيبة، التي تمزج ألوان أصواتهن وتقاليدهن وإلهامهن لصنع دواء موسيقي، أداء أغنية “مرحبا”.
قال المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم، المضيف المشارك للفعالية، “فعالية اليوم ليست حدثاً ترفيهياً؛ إنه بالأحرى ذا طبيعة تنفيسية وتوعوية؛ ونحن نهدف إلى إظهار حقيقة المدافعين عن حقوق الإنسان الذين نعمل معهم.”
أضافت المضيفة المشاركة للفعالية مروة فطافطة، مديرة السياسات والمناصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة أكسس ناو، “هذه الفعالية ليست عرضاً ترفيهياً ولكنها تذكير واقعي للواقع المروع الذي يعمل المدافعون عن حقوق الإنسان والفنانون والصحفيون والمعارضون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنشاط على تغييره. لهذا الغرض، تم تكليفي برسم المشهد من خلال تقديم نظرة عامة إقليمية – ولا يسعني إلا أن أبدأ بالوضع المحزن في غزة، والذي يوصف بأنه “جحيم على الأرض”، و”مقبرة للأطفال”، و”نهاية العالم”، ومكان اختفت فيه جميع القواعد والأعراف الدولية.”
ثم قدمت فطافطة لمحة عامة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقالت، “أولئك منا الذين لم يتورطوا في الحرب وعنف الإبادة الجماعية يواجهون المد المتصاعد من الاستبداد في جميع أنحاء المنطقة، والذي أصبح ممكنا بفضل ترسانة من الأدوات القمعية – من تسليح بالقوانين الصارمة مثل قوانين الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب لاحتجاز وملاحقة المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين لممارستهم السلمية لحقوقهم، إلى استخدام برامج التجسس التجارية وتقنيات المراقبة لمراقبة اتصالاتنا وأنشطتنا.”
تحدث طه الحاجي من المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عن أربع مدافعات عن حقوق الإنسان مسجونات في السعودية، سلمى الشهاب، نورة القحطاني، مناهل العتيبي، وإسراء الغمغام، بالإضافة إلى المحررين على ويكيبيديا أسامة خالد وزياد السفياني، وهما من بين العديد من المسجونين في السعودية منذ عقود بسبب نشاطهم على الإنترنت. قال حاجي، “لا توجد منظمات حقوقية نشطة تعمل داخل السعودية وأعضاؤها إما في السجون أو نازحين. لقد مارست الحكومة ضغوطاً شديدة على المدافعات عن حقوق الإنسان.” لقد أضاف بقوله، “إن الفعاليات الرياضية والثقافية داخل السعودية لا يمكنها التغطية على هذا الوضع المزري.” أتاح المعرض فرصة لعرض حالاتهم قبل منتدى حوكمة الإنترنت الذي سيعقد في المملكة العربية السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2024.
تخلل الفعالية أعمالاً فنية لثلاثة من العديد من الفنانين الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة العام الماضي وهم، هبة زقوت، فتحي غبن، ومحاسن الخطيب، الفنانة التي ابتكرت العمل الفني الشهير “نحن نحترق” قبل ساعات من مقتلها في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بمخيم جباليا. وقالت فطافطة، “من المؤسف أن أعمال الفنانين التي تم عرضها في المعارض البديلة لحقوق الإنسان السابقة، مثل هبة زقوت، تم تدميرها بالكامل وأصبحت الآن متاحة فقط على الإنترنت.” كذلك عُرضت أيضاً جدارية بعنوان “لا كلام” للفنانة ملك مطر والتي غادرت منزلها في غزة مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2023 للدراسة في لندن. كما ألفت كتاباً للأطفال بعنوان “طائر ستي” استناداً إلى تجربتها الشخصية عندما كانت طفلة.
تحدث خالد إبراهيم عن عضو مجلس إدارة مركز الخليج لحقوق الإنسان، الناشط الإماراتي المسجون أحمد منصور الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً في الإمارات، وعرض مقطع عنه من فيلم مانو لوكش، كما قرأ ابراهيم بعض من قصائد منصور الشعرية، وأضاف، “من المؤثر حقاً أن نرى أحمد يتحدث، ونأمل أن يتم إطلاق سراحه قريباً، إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان الآخرين. نحن متفائلون دائماً.” كما عُرض مقطع فيديو من حملة مركز مناصرة معتقلي الإمارات عن محامي حقوق الإنسان المسجون الدكتور محمد الركن، الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في يوليو/تموز 2024 كجزء من قضية #الإمارات84 سيئة السمعة.
قرأت الكاتبة المعروفة أهداف سويف بعض من أعمال الناشط المصري المسجون علاء عبد الفتاح، ابن أختها، الذي مضى على حبسه ظلماً أكثر من شهرين، وقالت، “من الجيد أن أكون معكم على الرغم من أنه من المحزن أن نستمر في القيام بذلك عاماً بعد عام، على الرغم من أننا نأمل دائماً أن تتحسن الأمور في العام المقبل وأن بعض الأشخاص الذين تحدثنا عنهم سيفوزون بحريتهم.” ذكرت أن، “اليوم هو اليوم الستين لإضراب أختي عن الطعام، ونحن نحاول رفع الوعي بأن أياً كان ما يعاقب عليه، فإن 10 سنوات تكفي. نحاول إقناع الحكومة البريطانية بمناشدة أصدقائها في مصر… للإفراج عنه.”
تحدث سيد أحمد الوداعي من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية عن إطلاق سراح 1500 سجين في أبريل/نيسان 2024، من بينهم أصهاره، سيد هاشم وسيد نزار، اللذان قضيا بالفعل أكثر من سبع سنوات في السجن. وقال، “لقد كان يوماً خاصاً وفتح فصلاً جديداً من الأمل الحقيقي. لكن تلك الآمال تضاءلت عندما لم يشمل العفو الملكي الخاص بمناسبة العيد الإفراج عن عبدالهادي الخواجة أو الدكتور عبدالجليل السنكيس، الذي يخوض إضراباً عن الطعام ويتناول السوائل فقط منذ يوليو/تموز 2021 احتجاجاً على مصادرة السلطات لأبحاثه المكتوبة بخط اليد في السجن عن اللهجات البحرينية. تحدث الوداعي عن إصرار السجناء السياسيين مثل الدكتور السنكيس وعلاء عبد الفتاح على اللجوء إلى الإضراب عن الطعام لتعزيز مطالبهم.
كما تم عرض مقطع فيديو سجلته مريم الخواجة تدعو فيه إلى دعم والدها وهو يقترب من قضاء 5000 يوم خلف القضبان. لقد قالت، “في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، سنصل للمحطة المفجعة، حيث سيكون والدي قد أمضى 5000 يوم في السجن لكونه مدافعاً عن حقوق الإنسان. ما الذي كنت ستفتقده لو قضيت آخر 14 عاماً في السجن؟ لقد خEذل والدي من قبل المجتمع الدولي، وخاصة من قبل الحكومة الدنماركية. يجب إطلاق سراحه قبل أن نصل إلى علامة الـ 5000 يوم.”
عرضت المدافعة عن حقوق الإنسان شیوا نظر آهاری من منظمة فيمينا أعمال فنية ورسوم كاريكاتورية للمدافعة عن حقوق الإنسان المسجونة آتينا فرقداني، التي حُكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات في 10 يونيو/حزيران 2024 لمحاولتها تعليق إحدى رسومها الكاريكاتورية بالقرب من القصر الرئاسي في طهران. كما قرأت نظر أهاري قصيدة “لقد نهضت من جديد” للمدافعة عن حقوق الإنسان الإيرانية المسجونة ماهفاش ثابت، والتي أشارت إلى أنها قضت معها بعض الوقت في السجن عام 2009. تقضي ثابت حالياً حكماً آخر بالسجن لمدة 10 سنوات.
قرأت أمامة حميدو، وهي فنانة ومخرجة أفلام تجريبية مقيمة في لندن، من عملها “ولداي الصغيران” عن توأميها، حيث كتبت لهما: “قد تكون جذورنا ثقيلة، لكن لا يجب أن نختبرها أبدًا كعبء، بل نعمة.” تتناول أعمال حميدو تجارب الهجرة الحياتية والمشتركة، حيث تتساءل عن علاقتنا بالمساحات المؤلمة، وكيف يتأثر تكوين الذات بالانفصال عن الوطن ونظرة المنفى.
اختتمت الفعالية بعرض فيديو “شبيك نسيتيني” للموسيقي والناشط التونسي ياسر جرادي، الذي وافته المنية في أغسطس/آب 2024. قدم الفيديو ابنة أخته فريال جرادي شرف الدين من منظمة هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية، التي قالت، “الأغنية عبرت عن إحباطه مما حدث مع المهمشين في البلاد.”
يُطلب من المشاهدين التبرع لدعم المشاركين في الفعالية والمدافعين عن حقوق الإنسان/المدافعات عن حقوق الإنسان المحتجزين من خلال التبرع عبر الرابط التالي: https://www.gc4hr.org/ar/support-us
شكرا لشركائنا!
الشركاء:
نظَّم مركز الخليج لحقوق الإنسان مع خمسة وثلاثين من شركائه المعرض البديل الثاني لحقوق الإنسان، وهو فعاليةٌ عبر الإنترنت عُقدت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. استضاف هذه الفعالية كلٌّ من وئام يوسف من مركز الخليج لحقوق الإنسان، والإماراتية المنفية المدافعة عن حقوق الإنسان جنان المرزوقي، وبراين دولي من منظمة حقوق الإنسان أولاً. لقد حملت الفعالية طابعاً شخصياً للغاية بالنسبة إلى مضيفيها، الذين عملوا مع بعض المدافعين عن حقوق الإنسان أو لديهم صلاتٌ وثيقة بهم. يمكنكم مشاهدة الفعالية عبر الإنترنت، أو على حساب مركز الخليج لحقوق الإنسان على يوتيوب، وزيارة المعرض. والبرنامج الكامل مُتاحٌ أدناه مع روابط لمقاطع الفيديو الفردية.
قالت وئام يوسف في كلمتها الترحيبية، “إنَّ هذا الفعالية التي تنعقد اليوم ليست بالحدث الترفيهي؛ بل هي ذات طبيعة شافية غرضُها التوعية. إننا نسعى اليوم إلى إظهار واقع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين نعمل معهم، وإلى أن ندعمهم ونعرض فنهم وأدبهم، لنكشف النقاب عن الظلم الذي تعرضوا له، ونمكِّنهم من مشاركة قصصهم بكلماتهم الخاصة أو بأي شكل فني يختارونه.”
قام ميشيل فورست، أول مقرر خاص للأمم المتحدة معنيٍ بالمدافعين عن البيئة بموجب اتفاقية آرهوس، بتقديم هذه الفعالية. وقال إنه، “في المنطقة، يتم في الوقت الحاضر استهداف العديد من هؤلاء الناشطين بالمراقبة بسبب عملهم، أو يُزجُّ بهم في السجون، بمن فيهم المدافعون عن الأرض الذين اعتُقلوا بسبب حمايتهم الأراضي، أو الناشطين البيئيين الذين يحتجون على المشاريع العملاقة.” تنطلق ولايته من الحاجة إلى توفير حماية خاصة إلى المدافعين البيئيين، وهؤلاء هم الأكثر تعرُّضاً إلى الخطر من بين جميع المدافعين عن حقوق الإنسان.
إنَّ غاية هذه الفعالية هي الدعوة إلى إطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين في دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهم ممن يلاقون التنكيل في بلدان المنطقة – من البحرين إلى مصر، ومن إيران إلى المملكة العربية السعودية، من خلال عرض أعمال المدافعين المحتجزين عن حقوق الإنسان، وكذلك الناشطين البيئيين، بالإضافة إلى شعراء وكتاب وملحنين من مصر، البحرين، إيران، المغرب، ولبنان. لقد كان للفعالية موضوع مشترك هو حقوق المرأة والحقوق البيئية، وأبرز قضايا ناشطات يقبعن في سجون الإمارات العربية المتحدة وإيران والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى أعمال فنية لفنانات إماراتيات وسوريات وفلسطينيات.
إن من بين الذين قضَوا جراء القصف الغاشم في غزَّة عدد من الفنانين، من بينهم هبة زقوت، محمد سامي قريقة، وحليمة الكحلوت. كانوا جميعاً على صلة بمركز دار الكلمة للفنون. كانت هبة زقوت، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 39 عاماً، قد نشرت قبل أسبوعين من مقتلها في غارة جوية إسرائيلية على غزة في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، مقطعاً مصوَّراً على يوتيوب عن أعمالها الفنية، وتم عرضه خلال هذه الفعالية.
قرأت فاطمة اختصاري اثنتين من قصائدها، وتحدثت عن نضال المرأة من أجل الحرية في إيران، بما في ذلك قضية مهسا أميني، التي قُتلت في سبتمبر/ أيلول 2023 لرفضها ارتداء الحجاب. وقالت، “أنتم على علم بحركة المرأة، الحياة، الحرية في إيران. إننا نستذكر بأسى في كل يوم الشباب المتظاهرين الذين قُتلوا. ونقرأ كل يوم خبراً عن اعتقال أحدهم أو صدور الحكم عليه.. غير أنَّ شعب إيران هو دوماً في حالة من النضال والكفاح. لم تتراجع النساء الإيرانيات ولو خطوة إلى الوراء، وأبدين مقاومتهن المدنية برفضهم ارتداء الحجاب الإلزامي.” من بين هؤلاء نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، التي رفضت ارتداء الحجاب عندما نُقلت إلى المستشفى من السجن بعد إضراب عن الطعام.
قرأت لينا الهذلول من منظمة القسط لحقوق الإنسان عدداً من تغريدات سلمى الشهاب، وهي ناشطة سعودية تدافع عن حقوق المرأة، وتقضي حكماً جائراً بالسجن سبعة وعشرين عاماً، ودعت مناصريها إلى التوقيع على عريضة لإطلاق سراحها. كما تحدثت عن آخرين من المدافعين المسجونين عن حقوق الإنسان مثل مناهل العتيبي، التي اعتُقلت عام 2022 لرفضها ارتداء العباءة؛ والدكتور محمد القحطاني، الذي لا يزال محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي منذ أكثر من عام. ذكرت أيضاً أن شقيقتها لُجين الهذلول لا تزال ممنوعة من السفر، على الرغم من أن مدة حظر السفر الذي كان قد فُرض عليها لخمس سنوات قد انتهت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في مقطع مصوَّر، قرأت مريم الخواجة قصيدتها “رسالة إلى والدي”، كما تُليت خلال الفعالية قصيدة بعنوان “السُّور” بقلم عبد الهادي الخواجة، قرأها المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم، الذي ذكر كيف قام مع الخواجة بتأسيس مركز الخليج لحقوق الإنسان قبل اعتقاله عام 2011. كما أصغى الحضور إلى محمد جواد حميد، وهو ملحنٌ ومغنٍ بحريني وناشط في مجال حقوق الإنسان والبيئة. وهو من قرية المعامير، التي يحيط بها أكثر من مئة وثلاثين منشأة من بينها المصانع والورشات الصناعية ومعامل البترول والبتروكيماويات، وتتسبب كلها في التلوُّث. لقد لاقى جواد التنكيل بسبب نشاطه الحقوقي، لكن هذا لم يثنِه عن مطلبه الذي لا يلين بهواءٍ نقي وبيئة صحية، ووضع حد للتمييز في البحرين. ثم استمع الحضور إلى أغنيته “البحث عن الهواء النظيف“.
تحدثت الكاتبة المصرية المعروفة أهداف سويف عن قضية ابن أختها علاء عبد الفتاح، وقرأت بعض كتاباته عن غزة. وذكرت أنه ما يزال في السجن وأنَّ التماساً قد قُدِّم في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي من أجل إطلاق سراحه. لقد تسلَّمت سويف يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني جائزة “إقلاق السلم العام” التي تمنحها مؤسسة مكتبة فاتسلاف هافيل “للكتاب الشجعان المعرضين للمخاطر” بالنيابة عن علاء عبد الفتاح في نيويورك. كانت جماعات حقوقية ومعها عائلة عبد الفتاح قد وجَّهت الانتباه قبل عام، لدى انعقاد مؤتمر الأطراف (COP27) أو ما يُعرف بقمة المناخ في مصر؛ إلى أنَّ علاء عبد الفتاح معرض إلى الخطر من جراء إضرابه المطول عن الطعام احتجاجاً على ظروف السجن السيئة في مصر، حيث تُنتهك حرية التعبير، وقد أدى الاهتمام الذي نتج عن ذلك إلى بعض التحسينات وإنهاء إضرابه عن الطعام.
تم تنظيم المعرض البديل الثاني لحقوق الإنسان قبل انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28) أو قمة المناخ المقرر عقدها في الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023 بدولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن عدد من الفعاليات الرامية إلى توجيه الانتباه نحو قضايا العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين في الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك أكثر من 60 شخصاً ما يزالون محتجزين بعد انتهاء مدة عقوبتهم. ومن بينهم أعضاء في مجموعة الإمارات 94، مثل عبد السلام درويش المرزوقي، والد جنان المرزوقي.
لقد قالت، “إن كون المرء أحد أفراد أسرة معتقل إماراتي يجيء مصحوباً بجملة من التحديات المخصوصة، ولا سيما عندما يتعرض إلى التمييز المستمر. ويغدو الأمر أكثر سوءاً عندما يكون المرء بدوره ناشطاً أو مدافعاً عن حقوق الإنسان في الوقت نفسه. ويمكنني أن أعرِّف نفسي والراحلة آلاء الصديق (التي عُرض جانب من أعمالها الفنية) بوصفنا بنات معتقلين إماراتيين… إننا نواجه التهديد بسبب مطالبتنا بالإفراج عن آبائنا.” وأضافت، “ستعمل الحكومة على تجريد المعتقلين وعائلاتهم من حقوقهم، وستتحكَّم في حصولهم على الأساسيات مثل الصحة والتعليم والتوظيف، بينما تصور البلاد على أنها بلد التسامح والعدالة.” منذ أبريل/ نيسان 2023، انقطعت المكالمات أو الاتصالات بين العديد من العائلات مع ذويها المحتجزين.
عرضت هذه الفعالية أيضاً قضية معتقل إماراتي آخر، هو أحمد منصور، عضو مجلس إدارة مركز الخليج لحقوق الإنسان، من خلال مقطع قصير أعدته المخرجة مانو لوكش لهذه الفعالية من فيلمها الوثائقي المُنتظر عن الإمارات. قرأ خالد إبراهيم قصيدة قصيرة من نظم منصور (الصورة أعلاه)، وهو كذلك شاعر ومهندس. وما يزال منصور حبيس السجن ورهين الاحتجاز الانفرادي. قدَّم حمد الشامسي، من مركز مناصرة معتقلي الإمارات، وصفاً لوضع الناشطين الإماراتيين المعتقلين، ودعا إلى إطلاق سراحهم.
كما تضمنت الفعالية عرضاً قدَّمه شامل العبيدي من حملة آفاق المناخ في العراق، تضمَّن تقديم توصيات إلى السلطات لحماية حقوق الناشطين البيئيين والمتظاهرين السلميين لمناهضة النزوح القسري الناجم عن المناخ وتعزيز الوعي بهذه القضية. وقد شاهد الحضور بعض الصور الجميلة التي التقطتها عدسة جاسم الأسدي من محافظة ذي قار، التي توثِّق الأثر البيئي للتغير المناخي على الأهوار، حيث يعمل منذ سنوات عديدة. وكان الأسدي قد استعاد حريته في 15 مارس/ آذار 2023، بعد اختطافه مدة أسبوعين من قبل مجموعة مسلحة. على الرغم تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه، قال الأسدي، “إنَّ اختطافي هذا سيزيدني إصراراً على العمل من أجل الإنسان والطبيعة والبيئة.”
في ختام الفعالية، استمع الحضور إلى نيروز هوري، وهي فنانة كردية من سوريا، تقيم في هولندا منذ أربع سنوات، وتزيِّن بريشتها كتب الأطفال. اطلع الحضور على بعض أعمالها الفنية حول الزلازل المدمرة التي ضربت سوريا وتركيا في فبراير/ شباط 2023، وعن تأثيرها الذي ما يزال ماثلاً حتى اليوم. لقد قالت، “تهدف رسوماتي إلى جعل كل خيالاتي حقيقة وشيئاً تبصره العين، وإلى التعبير عن نفسي، وعن التحديات والظروف والواقع الذي عشته في سوريا من حرب ونزوح. وقد كان أشقُّ أمر على نفسي اكتشافي أن ابني يعاني من التوحد.” وقالت، “لقد كان هذا سبباً حملني على استخدام الرسم أداة للتعبير عن حزني ومخاوفي على ابني، وكذلك عن غضبي من إنكار هويتي ووجودي بوصفي كردية. أحب الرسم لأنني به أستطيع أن أعبر عن كل ما أشعر به، وأستطيع أن أعبر عما لا تستطيع الكلمات أن تقوله.”
تضامنًا مع الناشطين البيئيين من السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، اختُتمت الفعالية بتأبين تينديك أرارا، من منطقة كاشويرا سيكا التي يقطنها السكان الأصليون في منطقة الأمازون البرازيلية، الذي عُثر عليه ميتاً في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بعد عودته من جنيف، حيث أدلى ببيان حول التعديات على أرضه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
قالت كريستينا ستوكوود، التي أدارت الفعالية لمركز الخليج لحقوق الإنسان، “نتوجَّه بالشكر إلى جميع المشاركين والأشخاص الذي استضافوا هذه الفعالية على مساهماتهم التي مِلؤها عزيمة. لقد أبدى كثيرون تقديرهم الصادق لهذه الفعالية المؤثرة، وقد ساهم العديد من الموظفين والشركاء في دعم هذا الحدث ورفده بالأفكار. وأقدِّم شكراً خاصاً إلى الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومؤسسة كوريوم، ومنظمة العفو الدولية – مجموعة وستمنستر بايزووتر، وشبكة الابتكار من أجل التغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.”